في محطة من محطات العمر والشمس تلملم ذكرياتها لتعيد قراءة الفجر في موعد جديد مع الحلم ..
أخذتني كلماتي إلى زمن غير الزمن ووطن غير الوطن
حتى كدت لا أعرف ملامح كلماتي ونبرة حروفي وهي ترتسم بدلال بين سطوري.

استسلمت بهدوء وتركت كلماتي تعانق ذاك الهمس الخفي الذي يدغدغ أعماقي..
يهمس بحنو إنه موعد اللقاء ..
إنه الحلم يطرق بوابة الكلمات
ويرسم ملامحه على زمني ليكون حقيقة تولد على ضفاف العمر..
ليكون الوطن والهوية بعد غربة الأيام وطول السفر.

يا الله .. كم هو رائع زمن اللقاء ، كم هي رائعة ولادة الحب في زمن الشقاء ،
إن الله تعالى جميل يحب الجمال
أودع في فطرتنا شوق للحب واحتياج للحب وسكن للآخر الذي لامس الروح وجوده ،
وزمني صار وطنا له والأفق حدوده...

هو أكبر من كلماتي ،
أعمق من حروفي ،
أكبر من حدود عالمي ...
شيء يسكن المدى يسافر مع نغمات الصدى
يعانق الأفق يرسم للفجر بريقا وللحلم طريقا ...
إنه حلم يرافق الروح منذ كانت الخطوات تتعثر على درب الطفولة
منذ ولادة القصائد وهي تترنح بين السطور بكلمات خجولة ..

إنه موعد مع الحب في زمن غابت عنه الشمس وأكتنفه الضباب والغموض
فاختفت الإنسانية من قلوب البشر
وغابت مشاعر الحب والود واكتست حياتنا ببرود الجفاء وجمود العواطف وصقيع المشاعر ..
صار الحب خطيئة ومن يحب هو فاسق والذي يكتب عن الحب يجب أن يُرجم بحجر ،
غابت عن عالمنا مشاعر الحب الصافي والصدق والنقاء -
اللهم إلا النذر اليسير ممن أنعم الله على قلوبهم أن تنبض نبضات حب نقي وتتذوق حلاوة ذلك الشعور الذي تتحد فيه الأرواح في سيمفونية إيمانية من السكن والمودة وتسمو عن عالمنا البشع إلى عالم أكثر نقاء وشفافية.

الحب سلسبيل العطاء للوطن ، للبشر
لكل هذا الكون الذي كل ما فيه ينبض بالحب من بزوغ فجره إلى غروب شمسه ..
من هدير موجه إلى زقزقة عصافيره
فلماذا أصبحنا لا نحتمل الحب ودفئه بيننا ،
وكأن قلوبنا تعوّدت صقيع هذا الزمن وقسوة وجمود أجوائه ..
نستنكر على الأقلام أن تتحدث عن الحب حتى لو كان مجرد حلم حبيس السطور والصفحات ...
الحب دواء للروح وبلسم للقلب وعشق إلهي لمن لا ينضب عطائه
ورحمته وسعت كل شيء وهبنا قلوب تنبض وأرواح تتآلف
ونفوس تفتقد السكن والمودة
فلماذا نستنكر على نفوسنا ونجحد أرواحنا ونحرم قلوبنا حق الإحساس الصادق بحب ينشر الدفء من حولنا ويدعم روابط المودة والمحبة
التي من شأنها أن تذيب هذا الجليد الذي اكتنف حياتنا
فغابت الإنسانية من قلوبنا ونسينا متعة الإحساس بدفء الشمس وجمدت مشاعرنا تحت وطأة زمن الصقيع...



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]